Sunday 14 January 2018

غسان تويني : سيرة مختصرة







صحافي وكاتب وناشر وسياسي ودبلوماسي وأكاديمي لبناني.
        هو ابن جبران اندراوس تويني(1890-1947)، مؤسس صحيفتي الاحرار(1924) ، ["جريدة يومية وطنية لا طائفية"] [مع خليل كسيب وسعيد صباغة]  والنهار(1933)،  ونقيب الصحافة  (1928) ووزيرالمعارف العامة والفنون الجميلة (1932-1930)، و النائب [فشل مرشحاً منفرداً عام 1929 بسبب أقلام وادي ابو جميل  : نال 36 مندوبا ثانويا ضد 88 لبترو طراد المنضوي في لائحة، لكنه عيّن نائباً عام 1937 نتيجة إئتلاف إميل إده-بشارة الخوري الذي خططه المندوب السامي دو مارتل]،  والسفير لدى الأرجنتين والأرغواي والتشيلي [كانون الأول 1946 ]،
       و هو والد جبران تويني(1957-2005) الذي خلفه على رأس جريدة النهار عام 2000 وكان شهيد الاستقلال اللبناني والحريات في 12 ديسمبر 2005.
      وهو زوج الشاعرة الفرنكفونية الكبيرة ناديا حماده تويني(1935-1983)، ابنة بعقلين(الشوف)، وقد سهر شخصيا على نشر مؤلفاتها كاملة وعلى اشعاعها اللبناني والعالمي.
       وفي يوليو 1996، اقترن غسان تويني بشادية الخازن النيني التي عرفت بحبها له وسهرها عليه، وبضيافتها ونشاطاتها الثقافية.

      ولد غسان تويني في بيروت في 5 يناير 1926 ودرس في معاهد عدة، منها معهد عينطورة، ونظم باكرا الشعر الفرنسي(1940-1943)، ونال البكالوريوس في الفلسفة عام 1945 وهو على مقاعد الجامعة الاميركية في بيروت. سافر بعد ذلك الى الولايات المتحدة الاميركية حيث أعدّ في جامعة هارفارد ماجستير في العلوم السياسية(1947).
      عاد الى بيروت بعد وفاة والده وترأس تحرير النهار في مطلع 1948، ودخل القدس مع الجيش الاردني في مارس 1948 ك"مراسل حربي"، لكنه، على ولعه بصحافة الميدان والربورتاج وايلائها المكانة التي تعود لها، برز بشكل اساسي في ميدان المقالة جاعلا منها أدباً خاصاً ومحوّلا إيّاها أداةً مستقلة ذات وقع سياسي مباشر على الاحداث ومجرياتها في لبنان والبلدان العربية كافة. والى جانب كتابة الافتتاحيات، غير المقيّدة بزمان ولا بمساحة، نجح غسان تويني في جعل النهار(بعد 1958) الصحيفة اللبنانية الاولى، وإلى جانب الأهرام القاهرية، احدى أبرز صحيفتين عربيتين، دون الارتهان لاي طرف وبمقاومة الضغوطات الداخلية والخارجية كافةً. والجدير بالذكر ان تويني دخل السجن مرات عديدة وفي اكثر من عهد رئاسي . لكن الممانعة لم تكن كافية لبناء الصرح الصحافي لو لم تقترن بالانفتاح السريع على التحديث في  وسائل الطباعة والنشر والإعلان والإعلام ودون التعاون مع هيئة تحرير برز منها الكثيرون من أمثال ميشال ابوجودة(1933-1992)، صاحب العامود "من حقيبة النهار"، ويتبوأ العديد منها اليوم ابرز المواقع في الصحف العربية في العواصم كافة.
      وكانت صحيفة النهار رائدة في اصدار الملاحق الثقافية والاقتصادية والفنية... وفي إعداد الملفّات المنشورة بشكل كراريس عند المحطات المهمة مثل الانتخابات الرئاسية والنيابية وثورة الطلاب وصعود المقاومة الفلسطينية وأحداث الجنوب اللبناني...
      توّسعت مجموعة النهار الصحافية فضمت جريدة لوجور   Le Jour الصادرة بالفرنسية والتي أسسها ميشال شيحا عام 1934، واصبح غسان تويني ابتداء من العام 1965 ناشرها ورئيس تحريرها، ثم ضُمّت جريدة الاوريان  L’Orient لصاحبها جورج نقاش الى الجريدة الاولى فصار تويني ناشرصحيفة الاوريان-لوجور من العام 1970 الى العام 1991.
      إنضم غسان تويني في مطلع شبابه الى الحزب السوري القومي  الاجتماعي الذي أسسه انطون سعاده (فُصِلَ منه عام 1957)، وانتخب نائبا عن دائرة الشوف-عاليه في 1951 حليفا لكمال جنبلاط، واسسا معا ومع كميل شمعون وانور الخطيب وبيار اده واميل بستاني وآخرين... "الجبهة الاشتراكية الوطنية" التي عملت في البرلمان وخارجه لاستقطاب اكثرية شعبية، رغم كونها أقلّية نيابية، وسعت إلى استقالة رئيس الجمهورية الشيخ بشاره الخوري عام 1952 وقد عُرفت الحركة ب "الثورة البيضاء" لعدم اراقتها اية دماء  في زمن حَفَل بالانقلابات العسكرية والانقلابات المضادة. وانتخب تويني نائبا عن بيروت عام 1953 وكذلك نائبا لرئيس مجلس النواب. لكن الحظ لم يحالفه لا في انتخابات بيروت النيابية عام 1957 ولا في مثيلتها التي خاضها في عاليه تحت شعار "الثورة الدستورية" عام 1972. وأعيد انتخابه بالتزكية نائبا عن بيروت عام 2006.
      دخل تويني الحكومة مرتين: الاولى وزيرا اصلاحيا للإعلام والتربية الوطنية (ونائبا لرئيس مجلس الوزراء) في حكومة الرئيس فرنجيه الاولى، لكن اصلاحاته ووجهت بمعارضة شديدة مما أدّى الى خروجه من الحكم بعد 100 يوم من دخوله(اكتوبر1970-يناير 1971)(انظر ملف النهار:غسان تويني:100 يوم في الحكم). الثانية في حكومة ائتلافية سداسية بعد اندلاع  الحرب في لبنان(يونيو 1975-ديسمبر1976) ضمّت ممثلا واحدا عن كل من الطوائف الست الكبرى، وشكّلت المسعى الاول لوقف الحرب. وظلّ تويني خلال الفترة كلها الوزير الوحيد المتنقّل بين "الشرقية" و"الغربية".
      في سبتمبر 1977، عيّنه الرئيس الياس سركيس مندوبا دائما للبنان لدى الامم المتحدة، فكانت له أبوة القرار 425 الذي دعا الى خروج اسرائيل من لبنان و"الى احترام صارم لسلامة الاراضي اللبنانية وسيادة لبنان واستقلاله السياسي ضمن حدوده المعترف بها دوليا" وقرارات اخرى اتخذت أبّان الغزو الاسرائيلي عام 1982 اهمها القراران 508 و520. واستقال من هذا المنصب في سبتمبر 1982 ما أن تمّ انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
       بعد انتخاب أمين الجميّل رئيساً للجمهورية غداة إغتيال شقيقه بشير، عمل غسان تويني منسّقاً مركزياً للوفود اللبنانية المفاوضة لخروج جيش الاحتلال الاسرائيلي من لبنان وانتهت إلى اتفاقية 17 أيار 1983.
      أسس غسان تويني في اواسط الستينات من القرن المنصرم دار النهار للنشر فكانت رائدة في نشر المؤلفات الجديدة المهمة و ظلت كذلك حريصة  على احياء التراث ونشر الكتب الفنية والفخمة. 
        شارك تويني أيضاً في تأسيس الأكاديمية اللبنانية للحقوق والعلوم السياسية ودرّس فيها فلسفة القانون وتاريخ الفكر السياسي(1951-1954) ورئس جامعة البلمند 1990-1993.
        ظلّ ناشطا في ميدان الصحافة والنشر ورعاية الثقافة وإحياء التراث حتى آخر أيامه، فكان على حرصه الدائم لعدم التدخل في ميدان أولج به ابنه جبران (رئاسة تحرير النهار) مهتما بمستوى الصحيفة وخطها الليبرالي الاستقلالي، يكتب افتتاحية يوم الاثنين (باتت مرجعا سياسيا في التسعينات ومطلع القرن الجديد ) وبين الحين والحين مقالات موقّعة ب "أ. ي." وب"ابن البلد" يرسم فيها  هواجس الناس ومشاكلها. وتدينُ له إعادة ترميم كاتدرائية مار جرجس للروم الأورثوذكس وبهاؤها الجديد بالكثير كما يدين له متحف سرسق بحلته المستحدثة.

      كذلك ساهم غسان تويني في مؤتمرات علمية وثقافية في عواصم العالم كافة. 


      توفي في 8 حزيران 2012.
                                                      فارس ساسين

من مؤلفات غسان تويني:
- منطق القوة أو فلسفة الانقلابات في الشرق العربي. دار بيروت, 1954.
وعن دار النهار:    -كتاب الحرب،1975-1976.
-نزهة العقل 1983-1984 مجموعة مقالات.
 - اتركوا شعبي يعيش، مقدمة شارل حلو، 1984.
- الجمهورية في اجازة، لبنان 1988-1990.
- سر المهنة...وأصولها، النهار كتاب التسعينات، محاضرات في الصحافة ومقالات عن كبارها، 1990.
-سر المهنة...وأسرار أخرى، 1995.
-رسائل الى الرئيس الياس سركيس 1978-1982، 1995.
 - القرار 425،المقدمات، الخلفيات، الوقائع، الابعاد،حققه وقدم له فارس ساسين،المراسلات الدبلوماسية 1977-1978، 1996.
- محاضرات في السياسة والمعرفة، 1997.
- 1982 عام الاجتياح، لبنان والقدس والجولان في مجلس الامن، القرار 508 والقرار 520، حققه وقدم له فارس ساسين، 1998.
-(مع فارس ساسين ونواف سلام) كتاب الاستقلال بالوثائق والصور، 1998.
-(مع فارس ساسين) البرج ساحة الحرية وبوابة المشرق، 2000.
-الارهاب والعراق قبل الحرب وبعدها، 2003.   
 -حوار مع الاستبداد، 2003.
- سعاده: القضية والتغيير والأبعاد، مؤسسة سعاده للثقافة، 2004.
 – فلندفن الحقد والثار، (منقول عن الفرنسية)، 2010.

- Laissez vivre mon peuple, Le Liban a l’ONU, préface de Charles Helou,. Jean Maisonneuve, Paris, 1984 .
- Une guerre pour les autres, préface de Dominique Chevallier, JC Lattès,1985.
 - 1981-1991 Conférences, Dar An-Nahar, 1992.
- (avec Gérard Khoury et Jean Lacouture) un siècle pour rien, Albin Michel, 2002.

- Enterrer la haine et la vengeance : Un destin libanais, Albin Michel, 2009.



كُتب هذا النص لإحدى الموسوعات في العام 2012.     

Thursday 4 January 2018

LA VISION GAULLISTE DE LA RUSSIE







Hélène Carrère d’Encausse: Le général De Gaulle et la Russie,  Fayard, 2017, 288 pp.
          La politique étrangère de De Gaulle a été très étudiée et les relations franco-soviétiques des décennies 1940-1960 ne sont pas un sujet « vierge » comme l’avoue l’auteure. Est-ce donc l’actualité qui justifie le nouvel ouvrage de Hélène Carrère d’Encausse : la Russie de Poutine « s’est imposée dans le nouveau désordre mondial », « L’Etat, la nation, la puissance sont de retour » et les leçons du Général demeurent une « référence »? On peut, sans appuyer totalement la conclusion, trouver dans le présent livre, amplement justifié par la connaissance de la langue et du monde russes, par les archives ouvertes, par des entretiens et conversations personnels, par le soin mis à confronter témoignages et analyses et à fournir un récit limpide et bien documenté, trouver bien du plaisir à le lire et bien des enseignements à en tirer.
          Le général De Gaulle et la Russie, plus qu’un plaidoyer pour le grand homme politique, est un hommage à lui rendu. Il ne s’agit pas seulement de le défendre contre critiques et scepticismes touchant telle idée ou telle initiative ou une prétendue naïveté (J. Laloy, Raymond Aron, A. Fontaine, J. Lacouture…), mais d’illustrer « la justesse de ses intuitions », sa « lucidité », sa «sagacité », son dynamisme…, de montrer la cohérence de sa pensée et la victoire posthume de sa stratégie. Cette docte admiration pour le Général ne s’investit pas dans un exposé théorique, mais dans une histoire vivante de son action et de son expérience où sont articulés l’art d’insérer un élément dans la fresque globale et celui de signer des miniatures vivantes et de relater des scènes dignes d’œuvres romanesques ou théâtrales. 
          De Gaulle donne évidemment la prééminence aux peuples sur les idéologies, ce qui lui permet, en cette période où l’URSS est dominée par le communisme, d’y voir non la patrie du socialisme, mais la Russie éternelle « allié de revers » indispensable à la sécurité de la France. Nietzsche disait qu’en politique internationale, l’ami n’est pas le voisin, mais le voisin du voisin. Pour De Gaulle, l’alliance franco-russe  est « comme un impératif catégorique de la géographie, de l’expérience et du bon sens. » Mais au-delà du contrepoids indispensable à la puissance allemande, la politique d’entente avec ce pays, est nécessaire pour l’équilibre du Continent et pour la place de l’Europe dans le monde.
          Après une introduction brève et dense sur des siècles d’attirance et  de rejet, d’alliance et de conflit entre la France et la Russie, le livre se déploie en 3 chapitres : les relations De Gaulle-Staline au milieu des années 1940 ; celles avec Khrouchtchev lors du retour de De Gaulle au pouvoir en 1958 et jusqu’à l’éviction du leader russe en octobre 1964 ; enfin la politique suivie avec les successeurs jusqu’au départ du Général le 28 avril 1969. Aucune de ces périodes n’est simple,  toutes sont intenses d’événements et touffues de péripéties ; les contextes sont très différents. Mais la ligne directrice demeure et ne fait que se préciser et s’amplifier.
          Les Libanais étonnés de voir les portraits de De Gaulle et Staline affichés ensemble en novembre 1943 pour faire front à la politique britannique trouveront dans le premier chapitre la clef de cet épisode. Ni la France libre, ni son chef ne sont encore confortés dans leur représentativité et les tentatives d’isolement américaines ne facilitent pas les choses. Le Général, devenu chef du GPRF en juin 1944, ne se rend à Moscou sur invitation qu’en décembre. Ses tentatives pour reconquérir le rang de la France rencontrent la mésestime de Staline pour le pays défait en 1940. L’allure des deux hommes s’oppose au détriment du dictateur, mais son cynisme et ses bouffonneries sont d’un terrible effet. Si De Gaulle obtient un certain effacement des communistes français et un siège permanent au Conseil de sécurité de la future ONU, il entérine plus sur la Pologne qu’il ne gagne sur les frontières et le statut de l’Allemagne. Le traité d’alliance et d’assistance mutuelle conclu le 10 décembre 1944 n’empêche pas son exclusion des sommets de Yalta et Potsdam (janvier et juillet 1945) décidée par les 3 grands.
          De retour aux affaires en mai 1958, De Gaulle trouve une situation différente : une Europe divisée en 2 blocs idéologiques mais appelée à connaître la coexistence pacifique suite au XXe congrès du PCUS. L’Allemagne n’est plus dans sa vision l’éternelle menace, mais un pays avec lequel il va signer un traité d’amitié en 1963. Sa politique est double : être le plus ferme opposant à la politique soviétique durant les crises de Berlin et de Cuba malgré le boulet algérien et tout en préservant la souveraineté française dans le pacte atlantique ; chercher à varier ses interlocuteurs en appelant à « une Europe de l’Atlantique à l’Oural », seule garante de paix et de liberté, et en s’engageant avec l’URSS et ses satellites dans « une politique de détente, d’entente et de coopération ». En invitant en France Khrouchtchev, le « Moujik débonnaire » (mars 1960), pour une longue visite, De Gaulle traite avec lui d’égal à égal.
          En 1966, après la distance prise avec le commandant intégré de l’OTAN, rendue elle même possible par le présupposé gaullien de la disparition du péril soviétique, le voyage du général en URSS (juin-juillet) est un triomphe pour la politique de détente. Face à lui, le trio formé par Brejnev-Kossyguine-Podgorny n’a pas l’aura des deux maîtres passés de la Russie, mais l’ouverture à l’est fait école et les gouvernements allemands sont les premiers à l’imiter.

          Il est toujours heureux de lire un ouvrage où De Gaulle est souvent cité. Ce n’est pas pure nostalgie, puisque de son temps ses lecteurs et auditeurs, même russes, s’en trouvaient ravis.