Sunday, 19 November 2017

رومانُس المرنّم وحلقة شعراءالفرح الزحلية



سيداتي، سادتي
أيها الحفل الكريم

    إذا كنّا ندينُ بالمدائح للإله والقديسين، فالشكرُ واجبٌ علينا للبشر الذين أدّوا للجماعة خدمات جُلّى. نشكر إذن كلَ من ساعد في وضع هذا الكتاب بين أيدينا وأمام أنظارنا وعند أسماعنا، نشكره على الرؤى العقلية التي تملؤنا غبطةً، كاشفة لنا أبعادَ جهلنا وأصولَ مُعاشنا الديني والكنسي. نشكر الدكتور عادل قادري على جهوده المادية والمعنوية الكبيرة لنشر هذه النصوص السامية في أبهى الحلل، وهومن يجسد في ممارساته اليومية فضائل قريبه بونا قادري من مروءةٍ وعلمٍ وانفتاحٍ وتواضع. نشكر الأرشمندريت بولس نزها على اجتهاده في تحقيق النصوص العربية المخطوطة والمنشورة والسهر على سلامة النص، نعم كان باراً بأستاذه الأرشمندريت نقولا. نشكر متأخرين البونا قادري ذاتَه على هذه الترجمة الجميلة لهذه الأناشيد الرائعة من هذا الشاعر المرنّم المعروف التراتيل قبل أن يكون معروفَ الاسم والذي لا يمكن بعد اليوم ذكرُه أو ذكرُ أعماله دون ابداء الإعجاب والإقرار بجميل الإبداع والإنشاد والإيمان. بفضل رومانس المرنّم، الوجودُ أجمل، والحياةُ أبهى، والسرورُ أعظم. أمثولاتُ معرفةٍ، وأمثولاتُ كِبَرٍ، وأمثولات حياة.
    إلى ما سبق أضيف شخصيا دروساً في التواضعِ لقنني إياها الكتاب: ها أنا أخوض، ملزماً بالصداقةِ والقُربى وحبّ الشعر وتقديرِ الجهود الجبارة والإنحناءِ أمام القامات الخَفِرة، إلى الكلام على مسائلَ مثل أنماط الشعر اليوناني، وتاريخ العصر البيزنطي، وأباء الكنيسة وأناشيدهم، وأمانة الترجمة عن لغة لا أجيدُها بل لا أعرفُها...دون الإلمام الفعلي بها. أقاربُ هنا تواضع بونا نقولا دون مقاربة علمه، فإقتضت الإشارة.                    

قيل في رومانوس المرنّم (493-555) إنه "أميرُ المرّنمين" و"أكبرُ شعراء الحقبة البيزنطية" (كرومباخر) و" أجملُ تجليّات العبقرية البيزنطية وربما أعظمها ابتكاراً " (شارلز ديهل)، ويشكل تضافر هذه التسميات شهادةً موثوقة.  أما إنه "يرفع الأرض إلى السماء"، كما يقول سعيد عقل، فهذا ما نلمسه لمساً أكيداً لدى مطالعةِ أناشيدِه المجموعة في هذا الكتاب والتي نسمع بعضها مُرتّلةً، باسم المدائح أو القناديق، في الصيام والجمعة العظيمة والساعات القانونية.
 شَهَدَت العقود التالية للمجمع الخلقدوني (451)، الذي أكدّ على طبيعتَي المسيح الإلهية والإنسانية، انتشارَ الأناشيد الدينية بما هي لون أدبي مميّز. وبلغت هذه الأناشيد  عصرها الذهبي في القرن السادس بصوت رومانس القدّيس وريشته وإيقاعاته. يَرِدُ في نشيد النازفة: "إنك إلهٌ وإنسانٌ معاً" ويتحدث نشيدُ الظهورِ الثاني عن "الحضورِ الجسداني" الذي تهيّبه نهرُ الأردن.  
 كفّ الشعراء تدريجيّا عن اتّباع الوزن الكلاسيكي اليوناني[1]، وذهبوا إلى ابتداعِ شكلٍ جديدٍ قائمٍ على عدد من الأبيات (24) تُرّنم بأكملها على وزن واحد، وتدخل في مقاطع شعرية يتراوح عددُها بين 18 و30 وتتكرر في نهايةِ كلٍ منها لازمةٌ مثل "ألليلوئيا" و"أنتِ الممتلئة نعمة" و"إفرحي يا عروسةً لا عروس لها"... فكانت القناديق، جمع قنداق، [كونتاكيون وتجمع على كونتاكيا] ومنشؤها رومانس. ولم يَدُمِ النظمُ في هذا اللون طويلا، نظراً لصعوبته أو إعجازه، فاندثر في أواسط القرن السابع تاركا الوظيفة لما عُرف بالقانون واشتَهَر به أندراوس الكريتي ويوحنا الدمشقي.
عاصر رومانس الأمبراطور يوستينيانوس الكبير الذي دام ملكُه من العام 527 إلى العام  565،  ورنّمَ في تدشين آيا صوفيا، بازيليك "الحكمة الإلهية"، التي استمر بناؤها عدة أعوام، في 27 كانون الأول 537. ما زال المؤرخون يتداولون إلى اليوم في طبيعة عصر يوستينيانوس: هل كان بدايةَ حقبة أم نهايةَ حقبة؟ سعى الحاكمُ إلى استعادةِ الوحدة الجغرافية للأمبراطورية الرومانية المتفسّخة، وإلى توحيد الشرائع فيها code Justinien، وإلى تقوية موقع الملك  وتوسيع سلطاته الدينية والدنيوية، و إلى إعارة الفنون مكانتها الساطعة. وتحفل أناشيد رومانس بالصور الملكية: المسيح صاحب العرش، وهو الملك، والضابط، و سيّد غير الهيوليين وربّ الغمام، وربّ الملائكة،  إضافة إلى كونه سابرَ القلوبِ والكلى، والمبدع، وواهب الحياة...
من أين كان لرومانس المرنّم- وهو أول حبرأطلق على ذاته لقب "الحقير"- ما يوجزه  بونا نقولا بعبارة "كمالَ الفن"؟ من زمانه الأمبراطوري الخلقيدوني، من إنتمآته المتعددة إلى حمص وبيروت والقسطنطينية، من ثقافته السورية واليونانية، من ضمه اللغة الشعبية البسيطة إلى أناقة اللغة العالِمة والأدبية،  من إيمانه طبعاً،  وإلمامه الواسع بالعهد القديم (يقال أنه من أصول يهودية) والعهد الجديد، من إطّلاعه على مسرحيات أثينا القرن الخامس قبل الميلاد واعتماد بعض مناهجها الحوارية  في القناديق، من تمرسّه في استخدام المفارقات التي يحفل بها شعره [الليلُ والنهار، اللغزُ والوضوح، النارُ والمطر، المغارةُ والسماء، النهرُ والبحر...] لكن كل ما سبق يبقى احتمالا أو مجموعة من الاحتمالات لولا فيض الموهبة الشعرية التي انصبت على الأعيادِ الدينية كلِها  وعلى بعضِها مثنى وثلاث. نرى المحقّق البونا نقولا يتكلم بثقة على "خيالٍ وثّاب وتحليل دقيق وأناقة مرهَفة" ويذكر في صفحة أخرى   "مهارةً كبيرةً في التلاعب بعلم العَروض، وروحاً عبقرية مرنة تدلّ أيضا على عمقٍ عجيب في التعليم الديني". خفي رومانُس على أجيال ونلاقيه اليوم بحلّة بهية.

كان البونا قادري، وما عرفناه إلا بهذا الاسم وباسم بونا نقولا (1914-1985)،  قريبَنا (الوالدة أغني من آل حرب قادري) وجارَنا في أعالي حيي مار الياس وسيدة النجاة. أخوه مخايل تعلّم حرفةَ الخياطة في محل جدّي فارس ساسين مقابل مار مطانيوس. ألتَقي به في بيوت آل قادري في زحلة وبيروت، وخصوصاً في بيت خالي جوزف في حي الناصرة البيروتي، وكان معروفاً بحبه للعائلة وبمشيئة تفقّدِ ابنائها. كانت هالةٌ من القداسة تُحيط بتواضعه أو تتجلّى فيه. بدا دائما سامياً في أحاديثه لكن لم يخطر لي ببال أن له كل هذه المؤلفات المذكورة في سجل الرهبان والمثبتة، مع أدواره الأخرى، في آخر الكتاب. كان جيروم غيث أستاذنا وشيخ أساتذة الفلسفة في لبنان، ومن كبار الرهبان العلماء في الرهبانية الشويرية، يذكره بموّدة كبرى وباحترامٍ لتبَحّره باللغات القديمة والحديثة، ولإلمامه العميق باللاهوت والفلسفة، وأرى الآن بين ترجماته واحدة لبعض رسائل باسيليوس الكبير.
كتب البونا نقولا في مقال نُشِر في مجلة المسرّة عام 1941 وتناول فيه رومانُس المرنّم وأناشيدَه: " فحبّذا لو آستفزتِ الحميّةُ أحدَ شعرائنا الكثيرين فنظم لنا في قالب شعري هذه الأناشيد (...)، فنستعيض بها عن الأناشيد الغربية عندنا ونُعيد إلى طقوسِنا شيئاً من رونقِها الزاهر ومجدِها الغابر." ثم ما لبث أن قام هو ذاته بالمهمّة، فظل يترجم حتى سنيه الأخيرة هذا الشاعرَ المغيّب. يقول :" هذا هو رومانُس، شاعرُنا الملهم، أقدّمه لكم لتنتشي به عقولُكم، وتتذوقوه بأحاسيسكم، وتحملوه، سحراً ونشوةً، إلى العالم." وهل بعد هذا الكلام كلام؟
  نقل المترجمُ الحركة الأصلية للقناديق، وحافظ على البساطة والأناقة، فجاء نصّه موجزاً، تقليدياً ومتفلتاً، حافلا بعباراتٍ وصيغَ غير مألوفة، مُشبَعا بتراث خفي،  فيه من اللسان الشعبي ومن لغة التوراة في ترجماتها العربية القديمة. تشعر في مطالعتك للنصوص المترجمة أنك أمام النص الأصلي، وأنك في كَنَفِ المسيح والعذراء مريم وفي حضرة المجدلية وحواء وبين هيروديَا وابنتها صالومي... حصلت المعجزةُ وتحقّق الممتنعُ!
وإلى المترجم، البونا قادري عالمٌ محقق وناقدٌ بصير. نراه في هوامش الأناشيد يعيد العبارات إلى أصولها في الأناجيل والتوراة وأعمال أباء الكنيسة، مما يظهرُ علماً كتابياً ودينياً واسعاً ودقيقاً. وتشكل توطئاتُ الأناشيد التي صدّر بها ترجماتَه المعابرَ الحقّة لبلوغ القارئ كنهَها. ويُظهر الناقد ثقافةً أدبيةً فنيّةً تاريخية تتعدّى التربية الدينية الخالصة، فهو، في حرصه على تبيان معاني رومانُس ومغازيه، يذهب إلى ما سَبَقَ وما لحِق، مشدّداً على المآسي  الإغريقية، مقيماً مقارنات تفصيلية  تارة مع إسخيلوس وطوراً مع صوفوكليس ويوريبيدوس. وهو يستعين، لتوضيح المُرام، بمن جاء بعد رومانُس من كبار الشعراء : دانتي وميلتون وكورناي وراسين وهوغو و"الرمزيان" مالارمي وفاليري... ويذهب ألى أبعد من الآداب فيذكرُ الرساميّن فرا أنجليكو وأندريا دل سارتو وغيرهما لمقاربة البشارةِ والظهورِ والصليبِ والقيامة.
 الترجمة إخفاء للذات  وحضورٌ لها. والعالمُ الشاعرُ المتواضع نقولا قادري حقّق في ترجمةِ أناشيدِ رومانُسَ أبعادَ ذاتِه المتنوعة. محى أناه في هوى المرنّم، وأظهرها علماً وذائقةً  وأناقة. وكم أثمر تواضعه!
  
أودّ في نهاية هذه المداخلة أن أفتح باباً لا يخلو من المجازفة ويطلّ على عناصرَ قد يبدو وصلُها واهيا وحبكتها مصطنعة. أرى في أناشيد الشاعر القديس رومانُس المرنّم، التي نقلها إلى العربية  بأدبٍ عالٍ الأرشمندريت نقولا قادري، رابطاً نحنُ بأمسّ الحاجة إليه لا لتثبيت جوهر بالمعنى الأرسطي للعبارة بل لمدّ خطوطٍ ووشائجَ ثقافيةٍ بين نقاط متقاربة ومتباعدة، متلاقية ومتناغمة. أسس سعيد عقل وأساتذة أصدقاءٌ له في خمسينات القرن الماضي مدرسةً على اسم مار افرام السرياني (306-373) المعروف ب "قيثارة الروح القدس" وصاحب أجمل الأناشيد اللاهوتية بالسريانية. وها نحن نكتشف اليوم شاعرا من بلادنا هو من كبار شعراء اليونانية. كتب البونا قادري في تقديمه لنشيد القيامة عام 1944 ما يأتي: "فإليكم أيها الشعراء اللبنانيون والسوريون أزفّ اليوم نشيدَ القيامة لرومانُس المرنّم ابن بلادكم ووليد حمص وبلبل بيروت عاصمة لبنان..."[2] هو هنا يقيم رابطاً بين ثقافتي الماضي والمستقبل، وما يمكن أن أضيفُه هو أن زحلة بشعرائها وأدبائها وموقعها الثقافي والجغرافي شكّلت وتشكّل ملتقى حياً لروافدَ عظيمةٍ ولدت خارجَها وفي قربِها واستمرت عبرَها وانتعشت فيها وتجدّدت.
تقومُ عَمارتي الافتراضية على مجموعة من الوقائع والمؤشرات، الأولى تاريخية جغرافية، الثانية شعرية فكرية أدبية. وهي متضافرة متداخلة متكاملة.    
في الميدان التاريخي الجغرافي وبالعودة إلى ما قبل الكيانات السياسية الحالية، يمكن التذكير بالتقسيم الروماني البيزنطي الثنائي للمقاطعات السورية: من جهة فينيقيا البحرية وعاصمتها صور، ومن جهة ثانية فينيقيا اللبنانية وعاصمتها دمشق وكما يقول ميشال شيحا  "لسنا ممن يُسيئهم هذا الخطأ الجغرافي في التسمية." وهكذا نحن ورومانوس، ابن حمص، من المقاطعة ذاتها.  
يتحدث سعيد عقل في مقدمة طبعاته الأولى لمأساة قدموس عن حواضرَ أربع في المشرق: إنطاكيا ودمشق والقدس وصور. يأسف لأن الأولى تترّكت، ودمشق تبدّت، والقدس تصهّينت، وأنه لم يبقَ غير صور. وهكذا نرث  تراثا حضارياً عميقاً واسعاً ونحييه.   
ولا يضيرنا أن نعرّج على قصيدة جيران لميشال طراد لتوسيع مفهوم الجيرة إلى حدود غير مرسومة على الأرض، شديدة الرسوخ في العيش المشترك بين الناس:   
    نسماتنا بِصيّفو بجْــــــرودْكن
    وبتـسرّحو جدْياتكن بغابنا
    ونحلاتنا بْيتغامزو عَ وْرودكن
    وعمننْشرن، عَ فَرد شمس تيابنا...

في الميدان الإبداعي، أنطَلِق من رسالة  أمين الريحاني  إلى شاعرنا شفيق معلوف يوم أهدى هذا الأخير إلى الأمين ديوانه الأول الأحلام (1926):  " أشهد أنك شاعر. ولكنك في الأحلام بعيد عن كُنهِ الحياةِ ومقاصدِها الكبرى. لقد كانت هذه اللهجةُ - لهجةُ الكآبة والحزن-  زياً بين الشعراء...وهي في أبناء الشرق، وخصوصاً فينا نحن اللبنانيين، داءٌ دفين. إقرأوا أشعيا بدلا من أن تغمسوا أرواحكم في دموع ارميا. عودوا إلى شكسبير وغوته – إذا كان لا بدّ من العود- بدل أن تحرقوا أصابعكم ومآقيكم في مراجلِ بايرون وموسيه." فكان بعد ذّاك عبقر
(1936) الكتاب المبدع الذي لا أثر فيه للدموع وكانت قصيدة شفيق:
حجّبتُ عن أهل الحياة دموعَهم
ودرتُ عليهم بالرحيق المبرّدِ
الفرح في الإبداع الشعري هو ما يربط رومانُس بشعرائنا المعاصرين. هذا ما أدركه سعيد عقل عندما كتب في لبنان إن حكى: "شعراء الدنيا وموسيقيّوها جميعاً توسلوا إلى القارئ بالحزن، أو بالأحرى بطعمٍ من الحزنِ بعينِه هو الكآبة، ليحركوا نفسَه اليابسة. حتى في المسرّةِ تسمعهم يئنون...بيد أن الشاعر الإلهي، صاحب المدائح، رفع من الفرح كاتدرائيةَ شعرٍ تكاد تحاكي آيا صوفيا تشيلُ بها على جناحين."
في أناشيد رومانس:
  جبرائيل ينطق "بكلمة الفرح"[3]
 ومريم تقول:
فالمولودُ منّي الإله قبل الدهور
هو ينبوع السرور
إطمئنوا بالا ولا تحزنوا[4] ،
وورد في نشيد آخر:
 لقد شعّت الخليقةُ فرحاً
 عندما رأتك أنت الخالق[5]،
والمسيح يقول لإمه في "مريم على أقدام الصليب":
 إنفُضي الحزنَ يا أمّ،
 إنفضي الحزن فما يليق بكِ
 لأنك تُدعَين مملؤة نعمة[6] ،
و
قام المسيح، فأقيموا السرور[7]
الفرح يواكبُ النعمةَ، يولدُ من الانتصار على الموت، ينشأ من الإبداع، والله هو المبدع كما ورد مراراً في القناديق. ونختم بعبارة للبونا قادري هي من وحي ملهمِه لكنها من بَدعِه الخاص: "الله الشاعرُ الأكبر الذي نظم الكونَ أبياتاً من الشعر الأزلي" (348 ).


كلمة ألقيت في الكلية الشرقية، زحلة، الخميس 9 تشرين الثاني 2017 بمناسبة صدور مختارات من أناشيد الشاعر القدّيس رومانُس المرنّم نقلها إلى العربية الأرشمندريت نقولا قادري.       





[1]  بلغ الشعر الغنائي اليوناني أوجه في القرن الخامس قبل الميلاد وكان كبير شعرائه بنداروس (518-438).  
[2]  ص. 270.
[3]  النشيد الثالث لعيد الميلاد، ص92.
[4]   نشيد تهنئة العذراء،ص85.
[5]  [5]النشيد الثاني للظهور، ص 114.
[6]   ص 249.
[7]  نشيد القيامة الثاني، ص 281.

1 comment:

Blogger said...
This comment has been removed by a blog administrator.