Thursday 15 November 2012

الجدلية بين هيغل و ماركس





نبدأ حديثنا بملاحظتين:                                                  
1) تشدد الملاحظة الاولى على دينامية العلاقة بين المفكرَين خصوصا أن هذه العلاقة تمر بعلاقة ماركس مع ذاته أي بمسألتي الاتصال والانقطاع داخل فكر ماركس نفسه:
ما علاقة كتابات ماركس الشاب بكتابات ماركس البالغ؟
متى يبلغ ماركس: في العام 1843 أو في العام 1845 (الأيديولوجية الإلمانية والطروحات عن فويرباخ)، أو في العام 1848 (البيان الشيوعي)، او في العام 1871 (رأس المال)...؟         
يمكن، بشيء من التبسيط، الكلام على ثلاث مراحل في النظرة إلى هذه المسائل انطلاقا من مواقف المفكرين الفرنسيين، ومن دون اهمال ما للأجواءالثقافية الفرنسية  من خصوصية،  وهي التي كانت معنية أكثر من غيرها بهذه الموضوعات نظرا لموقع الماركسية المحوري في الجدل القائم ونظرا للنتائج المرتقبة على الصعيدين السياسي والنضالي:

أ- المرحلة الكوجفية، نسبة الى المفكر الروسي الاصل الكسندر كوجيف[1] الذي اعاد الحياة الى هيغل في ثلاثينات القرن العشرين ساحبا اياه من تحت ركام تعاليم فكتور كوزين التبسيطية. شدد كوجيف على التواصل بين ماركس وهيغل وعلى جدلية السيد والعبد التي تربط بينهما لكن التواصل بين المفكرين ينتج عنده  عن عمليتين:
1) التشديد على فينومينولوجيا الروح (1807)على حساب كتابي هيغل الآخرين:علم المنطق (1812-1816) وموسوعة العلوم الفلسفية(الطبعة الاولى 1817).
2) إظهار هيغلية ماركس عبر تصوير ماركسية هيغل: ماركس هيغلي لأن هيغل ماركسي.
                                                               
ب- المرحلة الألتوسيرية[2] التي سادت في الستينات من القرن الفائت والتي قامت
على القواعد الاتية:
1) فصل ماركس "الماركسي" عن ماركس الشاب واعتبار 1845 (كتاب الأيديولوجية الالمانية)عام القطيعة والكتابات السابقة لهذا التاريخ أيديولجية محضة.
2) التأكيد على تأسيس ماركس لعلم جديد هو علم التاريخ، وعلى قطاع خاص داخل هذا العلم هو قطاع الاقتصاد.
3) التاكيد على أسبقية العلم على الفلسفة داخل الثنائية الماركسية المكوّنة من علم وفلسفة. الفلسفة الماركسية لاحقة بالعلم ككل الانظمة الفلسفية التي ولدت في كنف الثورات العلمية الكبيرة(افلاطون بعد الرياضيات، ديكارت بعد الفيزياء...) الفلسفة تجسد الصراع السياسي على العلوم، والانظمة الفلسفية وجهات نظر طبقية لتملّك العلوم والاستفادة منها "في المستوى الاخير".                                                              
رغم كل ما سبق ورغم تاكيد التوسير، في احد النصوص، أن ماركس لم يكن يوما هيغليا لا في الشباب(كان فويرباخيا) ولا في البلوغ، بقيت مسالة علاقة ماركس بهيغل مطروحة خصوصا ان ماركس كتب في ملحق الطبعة الثانية لرأس المال: "إن التلاعب الذي لحق بالجدلية على يد هيغل لا يمنع كونه أول من عرض بتوسع وادراك اشكال حركتها العامة. رأسها عنده في الاسفل والمطلوب قلبها لاكتشاف النواة العقلية في وسط الغلاف الصوفي."مما يبيّن  السوءال:
-         ما النواة العقلية هذه؟ وما عنصرا الاجابة التي قدمهما ألتوسير وهما أنها "عملية بدون ذات"[3] وأنها لا تحتمل "نفي النفي"، فهما غير كافيين.
                                                                      
ج-المرحلة الحالية، مرحلة ما بعد انهيار الانظمة الاشتراكية التي رأت في الماركسية القاعدة النظرية لدولها.                                               
يمكن الترجيح ان ماركس لم يقل كلمته الاخيرة بعد وانه يمكن ان يستعيد حياته النظرية  بعد انهيار الماركسية وهو الذي لم يعتبر نفسه ماركسيا قط. لكن ما يحصل اليوم هو توسع هيغل الفلسفي وضمور ماركس. فحتى لو تركنا جانبا كتابات هيغل الشاب ومحاضراته عن فلسفة التاريخ والدين ...يبقى هيغل حاضرا بقوة في المناقشات  الفلسفية بمؤلفاته الاساسية الاربع  التي لم تول يوما العناية التي تولاها اليوم: فينومنولوجيا الروح، علم المنطق، موسوعة العلوم الفلسفية، الخطوط الاساسية لفلسفة القانون (1821). واذا استثنينا "فلسفة الطبيعة"التي قام بعرضها في القسم الثاني من  موسوعة العلوم الفلسفية، نرى هيغل اليوم في وسط النقاشات الفلسفية كلها.                     
ويمكن اليوم قلب ما قاله فوكو في امثولته الاولى في الكوليج دو فرانس التي ألقاها، في مطلع السبعينات، تحت العنوان الآتي: نظام المقال[4].قال فوكو: " الفلسفة المعاصرة كلها في مواجهة مع هيغل." أما اليوم، فيمكن القول ان هيغل في مواجهة شاملة مع الفلسفة المعاصرة.
                                                              
2)الملاحظة الثانية استقيها من بيار جان لاباريير[5] مترجم هيغل الى الفرنسية وواضع عدة كتب عنه: "بعد اكثر من 150 عاما على وفاته، لم يصبح هيغل كلاسيكيا بعد. فعلى كنط مثلا، او على غيره من الفلاسفة ممن هم اقرب تاريخيا إلينا، لا يمكن اطلاق الكلام من دون ضوابط. لكن الأمرما زال ممكنا على  هيغل."ويعود ذلك ,في رأيه,الى"أن مهمة تفكيك الرموز لم تتم بعد" في فلسفة هيغل. فالمفاهيم لها معنى خاص في فلسفة هيغل وعدم ادراك هذه المعاني يقود المعلقين لاستباحة هيغل استباحة كلية ونسب أية فكرة إليه، قال بها أم لم يقل.                                     

                                        -----------




بعد هذه المقدمة الطويلة لهذه المداخلة القصيرة، أود ان اكتفي، من جهة، بتناول بعض سمات " الفكرة" (بيغريف) عند هيغل، وبالتعليق، من جهة ثانية، على نص استقيته من كتاب العائلة المقدسة (1843) لماركس وقمت بنقله من الفرنسية إلى العربية.
                                 
يرى هيغل في تصدير الفينومينولوجيا ان "الحركة الذاتية للفكرة هي ما به يتكوّن العلم ". يمكننا انطلاقا من ذلك رسم المراحل الثلاث التي تمر بها الفكرة لبلوغ العلم:
                                              
1)   تنشأ الفكرة بالانقطاع أولاً عن المباشرة ، فتكون بذلك غيبية  لذا هي، في فقرها وتجريدها، "فكرة فكرة "او" فكرة هي فقط فكرة". تنسلخ الفكرة عن الواقع وتصبح كائنا مستقلا لكنها لا تكتنه ما في الواقع من ثراء، وتبقى  دون الملموس اي الواقع في كامل ابعاده.
                                           
2)   تظهر الفكرة لذاتها ظهورا مفارقا وغريبا: ترى الفكرة ما فيها من نقص ولا تتعرف على ذاتها في ما انتجته فتجد نفسها صورة دون ذاتها ودون الواقع والملموس، فيقع السلب في داخلها وتنفي ذاتهامن حيث هي ادراك جزئي.


3)   تعود الفكرة فتتماثل مع مفارقتها لذاتها فتبلغ الكل: "إن الحق هو الكل. ولكن الكل ليس إلا الماهية في تحققها واكتمالها عن طريق نموها. فالمطلق يجب القول عنه انه في جوهره نتيجة، أي هو لا يصير ما هو اياه الا في الختام. في هذه الصيرورة تقوم طبيعته من حيث هو دخول فعلي في الواقع، ذات او انماء لنفسه بنفسه" (الفينومينولوجيا، المقطع ال20[6]). عندئذ تتماهى مع الحق ("المعقول متحقق والمتحقق معقول"، مقدمة الخطوط الكبرى لفلسفة الحق). تصبح الفكرة، في عرف هيغل بعد هذا المخاض،"الفكرة بما هي كذلك"،"الفكرة بما هي فكرة"،  "الفكرة المطلقة".
                                                            
هذا ولإعطاء ما سبق ابعاده،علينا التذكير ان هيغل يميز بين نوعين من النفي:       
أ) "النفي المجرد" او"نفي الشيء".هذا النفي- الذي يشبه عمليات الاعدام ابان مرحلة الارهاب في الثورة الفرنسية – يقضي على ما ينفيه ويبيده. هو "نفي خالص" و"كلية نفي"اي انه نفي ليس فيه ما ينفيه.                                               
ب)"نفي الوعي" الذي لا يقضي على ما ينفيه، بل يلغيه ويبقيه ويتخطاه في آن معا.[7]

                                                                    

بعد هذا العرض البالغ الايجاز لمنهجية نمو الفكرة ودور النفي فيهاعند هيغل، نتناول بالتحليل نصا لماركس - مستقى من كتابه العائلة المقدسة، 1843 - يتناول فيه بالنقد نظرية هيغل السياسية مبرزا خصائص المنهج الهيغلي:                                                       
.
يُحِلُ هيغل هنا الوعي بالذات محل الانسان: وهكذا يبدو هنا الواقع الانساني المتعدد الوجوه شكلا محددا من اشكال الوعي بالذات، وواحدا من تحديداته. لكن تحديدا ما للوعي بالذات هو "مقولة خالصة"، "فكرة" خالصة ااستطيع ان ألغيها(          aufheben   ) في " الفكر الخالص "، وأن أتخطاها بالفكر الخالص. في فينومينولوجيا هيغل،                                          
لا تُمس الأسس المادية ، الحسية، الموضوعية لمختلف الصور المستلبة لوعي الانسان بالذات. وينتج عن هذا الكتاب الهدّام فلسفة محافظة تعتقد أنها تخطت العالم الموضوعي، الحركة الحسية الواقعية ، حين حوّلته الى "موضوع فكري"، الى تحديد من تحديدات الوعي بالذات، وحين استطاعت في "اثير المعرفة الخالصة" إذابة الخصم الذي تحول اثيراً. يقود منطق الفينومينولوجيا إلى إبدال كل واقع انساني ب"المعرفة المطلقة": ف"المعرفة "هي الشكل الوحيد الخاص بالوعي بالذات، والوعي بالذات هو النمط الأوحد للوجود الانساني، وهذه المعرفة "مطلقة " لأن الوعي بالذات لا يدرك سوى ذاته ولا يعيقه أي عالم موضوعي. يجعل هيغل من الانسان انسان الوعي بالذات بدل ان يجعل من الوعي بالذات وعي الانسان بالذات، الانسان الواقعي ومن ثم الحي والمتكيف في عالم موضوعي واقعي. يقلب هيغل العالم على رأسه (اي رأسا على عقب) ويستطيع،  من ثم، اذابة كل الحدود ذهنيا مما لا يمنع بقاءها على ما هي عليه للطبيعة الحسية الشقية، للانسان الواقعي...تسعى الفينومينولوجيا إلى اثبات أن الوعي بالذات هو الواقع الوحيد وانه الواقع الكامل.

                                                                 كارل ماركس
                                                        العائلة المقدسة، 1843

يقر ماركس في هذا النص بالطابع" الهدّام " لفينومينولوجيا الروح، وهو بذلك يكيل للكتاب مديحا اذ انه ينظر اليه من باب الثورة والتغيير وهو(أي ماركس) ما زال في اوساط االيسار الهيغلي ولو كان رافضا لمعظم مفكري هذا التيار وناقدا لاذعا لهم ("نقد النقد الناقد"). لكنه الى جانب ذلك يقوم" بتفكيك" الكتاب خارجا بالنتائج الاتية:
1)الوعي بالذات هو المفهوم الاساس في الفينومينولوجيا بما هو قدرة نفي للشيء او الموضوع، ثم للذات . الوعي بالذات اهتزاز محض لا تطاله الشيئية.
2)هذا الوعي بالذات النافي والرافض يحلّ في الفينومينولوجيا محل الانسان الواقعي.
3 ) يصبح الانسان احد تحديدات الوعي بالذات اي ان الواقع يصبح احد مراحل او اشكال الفكرة.
4) مع تحول الانسان الى مقولة فكرية يصبح نقده بالفكر او حذفه بالفكر ممكنا.
5) يتحول فكر هيغل الثوري والهدّام الى فكر محافظ: يلغي التحديدات(أو الواقع المرفوض )في الفكر دون مسّه في الواقع.                                      
6) نقطة الوصول في الفينومينولوجياهي "المعرفة المطلقة" التي ترى في الوعي بالذات الواقع الوحيد والواقع التام.
                                                    
وهكذا يكشف ماركس المثلث الهيغلي:
 أ)الوعي بالذات.
ب)النفي الذي يلغي ويبقي ويتخطى   في الفكر وحده.
 ج) المعرفة المطلقة التي توحّد الذات والموضوع مبقية ومتخطية التحديدات السابقة كلها.
 لكن ماركس  الذي أبدى مقدرة مشهود لها في تفكيك هيغل يُحِلّ مكان المفاهيم  الهيغلية - في هذا النص-  مفاهيم بائسة وفقيرة:" الانسان " و "العالم  الموضوعي "و"الحركة الحسية الواقعية". هذه المفاهيم" الموضوعية" تمزج بين احساسية[8] كوندياك وبيولوجية[9] ديدارو ومثالية  روسو[10](الانسان الطيب) وتشكل تراجعا عن انجازات "المثالية الالمانية" النظرية وتمشي في ركاب فويرباخ الذي تشكل فلسفته "تمنيا فلسفيا أي تفككا نظريا"(التوسير).

يبقى ان نقول ،في الختام،ان ما اخذه ماركس عن هيغل هو"الجدلية (التي هي)في جوهرها ناقدة وثورية"[11].


13/5/2004
*راجع للمؤلف نفسه فارس ساسين وفي نفس الموقع الإلكتروني ASSASSINES  مقال : "ما الفلسفة؟                             ومقال: "هيغل والموت".                                 



[1] Alexandre kojève (1902-1968): Introduction à la lecture de Hegel ; 1947, Gallimard. Les cours réunis par R. Queneau sont de 1933-1939.

[2] Louis Althusser (1918-1990): Pour Marx ; 1965, Maspero ; Lire Le Capital, 1965, 2 tomes, Maspero ;  Lénine et la philosophie  1969; Maspero ;  Réponse à John Lewis 1973; Maspero; Eléments d’autocritique  1974; Hachette.

[3] Althusser in J. Hyppolite :  Hegel et la pensée moderne ; Epiméthée, PUF.
[4] Michel Foucault: L’ordre du discours ; Gallimard.
[5] P.J. Labarrière :  Introduction à une lecture de la Phénoménologie de l’Esprit ; Aubier.
[6]  علم ظهور العقل، ترجمة مصطفى صفوان، دار الطليعة، بيروت، ص 22.
[7] Aufheben, Aufhebung.
[8] Sensualisme de Condillac (1715-1780) in Traité des sensations (1754). .
[9] Biologisme de Diderot (1713-1784). .
[10] Jean-Jacques Rousseau (1712-1788).
[11]  نشرت هذه المداخلة الشفوية بعد تنقيحها في مجلة دراسات جامعية عام 2004.

Friday 2 November 2012

GHASSAN TUÉNI, FOI, DROIT, LIBERTÉS, HISTOIRE










Mesdames, Messieurs *

          Ceux qui ont connu Ghassan Tuéni   ne peuvent se réunir sur son nom et sa mémoire ici même sans une grave, sans une grande émotion. Voici le premier salon qu’il ne seconde pas de près ou de loin ou même de près et de loin. Il était là par ses nouvelles parutions, ses visites aux stands, ses plaisanteries et encouragements, ses participations aux tables rondes, ses invitations à Beit Méry qu’a si bien évoquées le poète Philippe Jaccottet et qui permettaient aux auteurs libanais de rencontrer leurs homologues français, voire aux écrivains et penseurs francophones de se rencontrer entre eux. Chadia était l’ange gardien non seulement par ses délicieux mets (Ghassan se plaisait à dire que ni du temps de sa mère, ni du temps de Nadia on  n’avait aussi bien mangé chez les Tuéni), mais par sa conversation et son accueil. Le salon du livre était pour Ghassan un espace aux dimensions de sa générosité, une occasion de montrer son attachement à la culture et sa prédilection pour le renouveau dans les lettres et arts, un impératif pour redéfinir sa fidélité à Nadia Tuéni et sa poésie et sans doute à lui-même en tant que poète qui n’a pas persévéré dans sa vocation et en tant qu’écrivain qui n’a jamais cessé d’écrire et de biffer renouvelant le fond par la forme et la forme par le fond.
          La vie de Ghassan Tuéni fut longue non par le nombre des années, mais par l’intensité et la variété des activités qu’il y a déployées, par les causes qu’il a servies, par les réalisations qu’il a faites ou tenté de faire. Ce soir donc, il ne sera pas question de tout Ghassan Tuéni, mais de trois  éclairages, et même de quatre, car le professeur Henri Laurens nous parlera sans doute de l’acteur historique : FOI, DROIT, LIBERTÉS, HISTOIRE.
          Par la prééminence des choses, évoquons d’abord sa fidélité religieuse. Homme de la foi chrétienne et orthodoxe sans séparation ni cassure, mais dans un œcuménisme ouvert et heureux, Tuéni l’a toujours été. Sa vie le montre amplement, son attitude devant les drames familiaux, ses croyances approfondies, sa participation à la communauté des croyants, ses écrits, ses lectures et ses sources, son coté bâtisseur de cathédrales et rénovateur de patrimoine religieux…Cette foi est d’autant plus questionnante qu’elle est le propre d’une volonté de puissance affichée, d’un homme qui n’a point cessé de chercher à s’affirmer et d’aspirer  à étendre les libertés pour le faire. Elle est donc, comme foi, d’autant plus riche et complexe.
          Michel Eddé et Ghassan Tuéni ont longtemps appartenu à deux clans politiques adverses. Mais ce qui les réunissait dépassait de loin ce qui les séparait : les combats pour le Liban, son unité et sa souveraineté, l’urbanité beyrouthine, la passion pour le journalisme, l’amour du patrimoine,  la foi et bien d’autres choses…D’un Saint Georges l’autre. Je passe la parole à M. Michel Eddé.

          Ghassan Tuéni était un passionné de la Justice, mais en étudiant sa pensée j’ai eu l’impression qu’il donnait la priorité au renouvellement des sociétés, à la circulation des élites, à la modernisation…Il revient au Président Antoine Kheir, membre du conseil constitutionnel et ex premier président de la cour de cassation de nous éclairer sur les rapports de Ghassan Tuéni et du Droit.

          Dans la dédicace qu’il a voulu donner au  troisième tome de sa somme sur La Question de Palestine, le professeur Henry Laurens, comme l’appelait toujours Ghassan, a écrit : « Ce livre est dédié à Ghassan Tuéni qui a la gentillesse de me faire croire qu’il apprend quelque chose de moi. En témoignage d’affection et d’admiration. »
Il va nous parler de cet extraordinaire acteur historique que fut GT.

          Que pourrais-je dire de Marwan Hamadi compagnon de tous les combats et partie prenante à toutes les passions de son beau frère? Je choisis pour l’introduire ce propos de Ghassan et je sais qu’il l’appréciera sans nécessairement s’y rallier. Nous parlions des druses. Ghassan me dit : « Le propre du druse est de chercher à être imprévisible. » Puis il enchaîna : « En ce sens, Marwan Hamadi n’est pas druse, car on peut voir ce qu’il va faire ! » Ce soir il est donc à l’épreuve et peut être va-t-il nous surprendre.

* Le mot du modérateur à la table ronde du 1/11/2012 au Salon du livre français du Biel.